samedi 17 novembre 2012

الثّورة التّونسيّة كقيمة إنسانيّة





مثّلت الثّورة التّونسيّة حدثا تاريخيّا فريدا إذ  ما تمّت مقارنتها ببقيّة الثّورات الاخرى. فعلى صعيد توقيتها، تميّز الحراك الثّوريّ بطابعه المباغت و السريع. كما تظهر الفرادة في عفويّة الاحتجاجات التي لم تكن مؤطرة على المستوى السياسيّ. هذا إلى جانب الدور الكبير الذي إضطلعت به وسائل الإتصال الحديثة في إبراز تجاوزات النظام القائم في تعامله مع التحركات  الشعبيّة داخل البلاد.
لقد شكّلت الثورة لحظة تاريخيّة ثقيلة الوزن، عميقة الأثر، تمتاز بأنها رسالة فاصلة وقاطعة مع الماضي و بداية تشييد جديدة. فشعار »الشعب يريد» تحوّل إلى أيقونة تجاوز إشعاعها الوطن التّونسيّ لتشمل كامل المجال العربيّ، حيث أصبح هذا الشعار حاملا لطموح جديد في مواطنة بناءة و في مناخ ديمقراطيّ-تعدديّ. وتمثّل مدوّنة الشعارات المرفوع خلال الأشهر الأولى للثّورة مرآة عاكسة لطموحات التّونسيين في غد أكثر إشراقا.
لقد أكدت المغامرة الثّوريّة التّونسيّة أنّ مسألة الحريّة و إكتساح الوعيّ بقيمة الذات هي الجوهر الذي ينبني على أساسه الصرح المجتمعيّ. لذلك وجب عدم التّغافل عن المخاطر المهدّدة لهذا البناء الحرّ. فتاريخيّة الفهم تسحب بلا شك عمليّة تفكيك الفهوم من أجل مزيد إستعابه. ومهما يكن من أمر فإنّ الثّورة لا تنفصل عن قيمة الحريّة بإعتبارها أحد المطالب المحوريّة و بإعتبارها قيمة إنسانيّة و كونيّة يتخطى بريقها الزّمان.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire